بدأ عام القطبين الكبيرين بفوز مستحق وبخط أحمر وبكارت أحمر للأهلي علي منافسه التقليدي الزمالك بهدفين مقابل هدف واحد في مباراتهما الإفريقية الأولي هذا الموسم, التي تعد جولة من خمس جولات علي الأقل في البطولة القارية والمحلية, وكأس السوبر المصري الذي سيشهد مواجهة بين الفريقين بعد أسبوع.. كانت قوة الأهلي في خط وسطه وتحركاته بقيادة نجم الفريق والمباراة أحمد حسن اندرلخت, وهو غير أحمد حسن الغزل, بجانب صلابة وقوة وتركيز خط الظهر بقيادة شادي محمد, وأخطاء تكتيكية وقع فيها الزمالك كان في مقدمتها وأهمها النقص العددي الدائم في عدد المهاجمين, بعد أن هزم وسط الأهلي وسط الزمالك في صراع الوسط أغلب فترات المباراة!.
بادر فلافيو بتسجيل الهدف الأول للأهلي إثر خطأ مشترك بدا مثل مناورة مشتركة من جانب محمد عبدالله ومحمود فتح الله ثم عبدالواحد السيد, وتعادل جمال حمزة من قذيفة قوية سكنت الزاوية اليسري لأمير عبدالحميد بعد تمريرة من أحمد غانم سلطان, ثم سجل أحمد حسن هدف الفوز للأهلي من ضربة حرة مباشرة وخدعة تكتيكية أصابت حائط الزمالك بثقوب! المباراة كانت حافلة بالصراع, وباللعب المخنوق والحذر في بعض الفترات, والتحضير الكثير للأهلي في البداية, وبالبحث المستمر عن أجوجو من جانب الزمالك, إلا أن أحمد حسن أثبت من المباراة الأولي أنه صفقة رابحة بعد موسم الصفقات, بينما تميز أجوجو بالجري الكثير دون الكرة, وينقصه أن يجد الكرة!.
(1): الصراع الحقيقي كان من البداية بين مجموعتي الهجوم بالطرفين, ففي الأهلي جاء اشتراك بركات في مركز الظهير الأيمن للاستفادة بقدراته في تنفيذ الشقين الدفاعي والهجومي بنسبتي40% و60%, وفي الطرف الأيسر جلبيرتو مسئول الهجوم من هذا الجانب, ويعاون اللاعبين من العمق أحمد حسن مع فلافيو ومتعب, وهؤلاء خمسة لاعبين, لهم تكليفات هجومية, علي أن يقوم أنيس بوجلبان وحسام عاشور بدور لاعبي الارتكاز.
في المقابل نجد في الزمالك نفس التفكير, ففي اليمين محمد عبدالله, وفي الجبهة اليسري أسامة حسن, ويعاونه في تلك الجبهة محمد أبوالعلا علي أن يتحرك عرضيا ثم جمال حمزة وأجوجو, بينما يتولي أيمن عبدالعزيز وأحمد عبدالرءوف مهمة لاعبي الارتكاز.
(2): في الدقائق الأولي كشف الزمالك عن خطوط تحرك مسموح بها لمحمد أبوالعلا الذي تقدم من الجهة اليمني لمقابلة تمريرة عرضية من محمد عبدالله سددها بجوار القائم, بينما تولي أحمد حسن مهمة الاقتحام من العمق أو التسديد ولعب الكرات الثابتة, إلا أن المساحات ضيقة بسبب الضغط من الجانبين, ولكن لاعب الأهلي الذي يستحوذ علي الكرة لايجد أمامه اختيارات في التمرير, وكانت تلك الاختيارات أفضل في الزمالك بتحركات أجوجو العرضية في المقدمة وتمريرات أبوالعلا البينية, بينما بدا أن الفريقين يعانيان من نقص في الامداد والتموين من الأطراف, إلا طرف جلبيرتو مصدر الخطر الأول في صفوف الأهلي, وهناك رقابة فردية مفروضة علي المهاجمين, حيث راقب العابدي الطويل فلافيو الذي يجيد الارتقاء, وراقب فتح الله عماد متعب, وراقب وائل جمعة أجوجو لأنه لايفل الحديد إلا الحديد, وراقب أحمد السيد جمال حمزة, وكان حمزة يسقط للخلف كثيرا مما سهل من مهمة السيد, أما أيمن عبدالعزيز فهو يحرس أحمد حسن أكثر لاعبي الأهلي تحركا وانتشارا عندما يفقد الزمالك الكرة!
(3): الأهلي كان كثير التحضير, وهو بذلك يسمح بسرعة تنظيم الزمالك لدفاعه, وحاول أنيس بوجلبان القيام بتحرك تكتيكي ناحية اليمين, بينما ظل جلبيرتو صامتا ومدافعا حتي تقدم في الدقيقة الـ28 وخطف كرة من محمد عبدالله حين فشل في إعادتها إلي لا أحد, وأرسلها تمريرة أنجولية عرضية فشل فتح الله في ايقافها لتصل إلي فلافيو ويحولها مباشرة إلي المرمي وفشل عبدالواحد السيد في التصدي لها, وكان ذلك خطأ مركبا وفي مثل تلك المباريات يكفي خطأ واحد؟!
ويدهشك أن فلافيو قصير القامة كان يقتنص كل كرة عالية من طوال القامة في دفاع الزمالك وأولهم وسام العابدي الذي يبدو في احيان كثيرة أنه يقفز إلي أسفل!
(4): الهدف أيضا منح لاعبي الأهلي الثقة والهدوء ومع الثقة والهدوء أصبحت التحركات أفضل في المساحات الخالية وهو ما منح اللاعب الذي يمتلك الكرة فرصة الاختيار في التمرير للزميل أي زميل ويحسب هنا مرة أخري لأحمد حسن قدرته علي القيام بالدورين الدفاعي والهجومي, فهو صاحب لياقة متميزة وخبرة متميزة يساند لاعبي الارتكاز ويتقدم لمساندة رأسي الحربة, وبهذا الاداء جعل فريقه يلعب زائد واحد عند امتلاك الكرة لكن هناك حزئية فنية مهمة, وهي أن أنيس بوجلبان وبركات وجلبيرتو وأحمد حسن تفوقوا علي أسامة حسن ومحمد عبدالله وأيمن عبدالعزيز وأحمد عبدالرءوف في تنفيذ الواجبات الهجومية, وهم جيمعا من المدافعين بالمراكز, وليس بالمهام والواجبات!
(5): علاج نقص المهاجمين في الزمالك وكثرة الاعتماد علي التمرير الطولي كان يعني أن ينتصر وسط الفريق علي وسط الأهلي في معركة الوسط.. إلا أن الوسط الابيض ظل يعاني من عدم الاكتمال لعدم تقدم أسامة حسن إلا نادرا, وتقدم محمد عبدالله قليلا, وتأخر أحمد عبدالرؤوف وأيمن عبدالعزيز دائما.. وبذلك اصبحت مجموعة الهجوم في الزمالك ناقصة وترتب علي هذا النقص وجود مسافة ومساحة خالية من اللاعبين باستثناء محمد أبوالعلا وترتب علي ذلك أيضا نقص في القوة الهجومية الشاملة, وزاد من هذا النقص سقوط جمال حمزة معظم فترات الشوط الأول خلف أجوجو فكان المهاجم الغاني وحيدا, وربما هنا يتساءل البعض: أين عماد متعب في الأهلي؟ لقد كان متقدما ومتحركا ويساند بذلك فلافيو في الصندوق الأبيض أو أمام هذا الصندوق!
(6): حدث تغيير طفيف في الشوط الثاني في الزمالك حيث أصبح أسامة حسن أكثر نشاطا في الناحية الهجومية, وظل محمد عبدالله يشعر بالذنب منذ الدقيقة الـ28, فسحبه هولمان ودفع بأحمد غانم سلطان, وهو بثوبه الأبيض وصفحته البيضاء في المباراة خال من الذنب, لعله يفكر في المساندة الهجومية ويفتح جبهة ويوسع من الملعب أمام لاعبي الوسط, نقول لعله, كما قال أو كما ظن هولمان..!
وكان ظن هولمان في محله, فقد قام أحمد غانم سلطان بمناورة من الجبهة اليمني ثم مرر كرة إلي جمال حمزة الذي سدد بدون تفكير أو تثاؤب مباشرة نحو المرمي الأحمر ليسجل هدف التعادل..!
لكن ظن جوزيه في أحمد حسن كان أفضل, فمن كرة ثابتة أمام منطقة الجزاء الأبيض, قام الثلاثي جلبيرتو وعاشور وحسن بجملة جيدة مررها عاشور إلي أحمد حسن ليسدد من خلال ثقوب في حائط الزمالك الذي فركشته تمريرة عاشور, لتسكن الزاوية اليمني لعبدالواحد السيد..!
(7): المدربان أسرعا في التغييرات, فلعب محمد سمير بدلا من وائل جمعة, ولعب عبدالحليم بدلا من أجوجو الذي بذل جهدا كبيرا في التحرك بدون كرة وكان ينقصه أن يجدها.. لكنه لم يتسلمها أصلا لقوة وصلابة مدافعي الأهلي وتركيزهم الجيد وتمركزهم الجيد بقيادة الشاويش شادي محمد, والصول وائل جمعة, والعريف أحمد السيد, والثلاثة لايعرفون المزاح أثناء اللعب.. ودفع هولمان بهاني سعيد مكان أبوالعلا وهو تغيير في غير توقيته وفي غير موقعه, فكان يحتاج لاعبا مهاجما قبل لاعب للوسط, وعلي أي حال حرر هذا التغيير أحمد عبدالرؤوف من تمركزه الدفاعي وقام بغارات هجومية متعددة من الجبهة اليمني, ودفع جوزيه بسيد معوض بدلا من فلافيو وأسفرت التغييرات عن قذيفة قوية أطلقها أحمد مجدي وليس واحدا من البدلاء, وفي أول كرة يتسلمها سيد معوض تذكر ظهير الأهلي الجديد العداء كارل لويس فجري بالكرة ثم سبقها وفي حالة نادرة أن يكون لاعبا أسرع من الكرة التي يستحوذ عليها!
(
: التغيير الأخير في المباراة كان من نصيب الأهلي, حيث لعب معتز إينو بدلا من جلبيرتو, فهناك استحكامات دفاعية يبنيها جوزيه في الوسط لإيقاف الاندفاع الجارف والمحموم من جانب الزمالك لتحقيق التعادل في الوقت الضائع.. فلم يعد مهما زيادة عدد المهاجمين, فالهدف من المباراة يقترب من التحقيق والفوز علي الزمالك يمنح الفريق قوة معنوية هائلة في بداية المشوار الإفريقي والمحلي في عام الأهلي والزمالك.. وياله من عام؟!