قال أحد الحكماء : على كل جارحة أدب تختص بهِ ..
فأدب البصر هو نظرك للآخر بالمودة التي يعرفها منك هو والحاضرون ،،،
وناظراً إلى أحسن شيء يبدو منه ،،،
غير صارف بصرك عنه في حديثه لك.
وأدب السمع هو إظهار التلذذ بحديث محادثك ،،،
غير صارف بصرك عنه في حديثه ،،،
ولا قاطع له بشيء ،،،
فإن اضطرك الوقت إلى شيء من ذلك فأظهر له عذرك.
وأدب اللسان هو أن تحدث الإخوان بما يحبون في وقت نشاطهم لسماع ذلك ،،،
باذلاً لهم النصيحة بما فيه صلاحهم ،،،
مسقطاً من كلامك ما يكرهونه ،،،
ولا ترفع صوتك عليهم ،،،
ولا تخاطبهم إلا بما يفهمونه ويعلمونه.
وأدب اليدين هو بسطهما للإخوان بالبر والصلة ،،،
ولا تقبضهما عنهم ولا عن الإفضال عليهم ،،،
ومعونتهم فيما يستعينون به.
وأدب الرجلين هو أن تماشي إخوانك ولا تتقدمهم ،،،
ولا تقعد عن حقوق الإخوان ثقة بالأخوة لأن ترك حقوقهم مذلة ،،،
وتقوم لهم إذا أبصرتهم مقبلين ،،،
ولا تقعد إلا بقعودهم ،،،
وتقعد حيث يقعدونك.
وأدب البواطن هو مراعاة المرء باطنه وآدابها ،
وبملازمة الإخلاص والتوكل والخوف والرجاء والرضا والصبر
وسلامة الصدر وحسن الطوية .
وللعلم فإن أدب الظاهر هو العنوان الصحيح لأدب الباطن .
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا للأخلاق الجميلة ،
وأن يسددنا في أفعالنا وأقوالنا .. اللهم آمين يا رب العالمين